الاثنين، 16 مارس 2020

ضعف شخصيّتي وتعلّقي الشديد بزوجي

ضعف شخصيّتي وتعلّقي الشديد بزوجي

ضعف شخصيّتي وتعلّقي الشديد بزوجي
السلام عليكم ..
أنا فتاة متزوّجة منذ أكثر من عشر سنوات أحبّ زوجي ويحبّني وعلاقتنا ممتازة ومتفاهمان في أغلب نواحي حياتنا، لكنّي أعاني من إلغاء الذات .
ألغيت ذاتي ونفسي ورغباتي وكلّ شيء في حياتي وصار هدفي الوحيد هو زوجي .. حتّى دراستي الجامعيّة تركتها وحتّى أطفالي مهملة في حقّهم ..
هو ضابط شرطة وبحكم عمله يغيب عن المنزل عدّة أيّام، وعند غيابه أفقد الرغبة في الحياة وتبقى أعصابي مشدودة ومتهيّجة وسريعة الغضب حتّى الطعام لا أتقبّله وتصل بي الحالة إلى ضرب أطفالي .
تخلّيت عن أهدافي وطموحاتي وأصبحت بلا هدف، أنتظر فقط أن يأتي ويجلس بالقرب منّي ويتحدّث معي ..
هو يعيش حياته ، لديه وظيفة ويستطيع أن يقرّر أيّ شيء، أمّا أنا فلا أستطيع حتّى أن أقرّر أيّ قرار مهما كان بسيطا ..
لا أستطيع الخروج من دونه ولا أستطيع النوم من دونه ولا أستطيع الأكل ، كلّ شيء عندي متوقّف عليه ، أحبّه بطريقة غريبة ، تعبت من نفسي حتّى هواياتي - كالرسم – نسيتها .
ألغيت ذاتي
إذا خرج وتركني أبقى أعدّ الثواني متى يعود ، وتقتلني الغيرة إذا جلس مع أحد غيري .. عندي حبّ التملّك تجاهه، المشكلة أنّني في كلّ شيء متوقفة عليه ليل نهار ، أفكّر فيه حتّى لو كان جالسا معي في نفس المكان .. لا أحبّ أيّ شيء يشغله عنّي .
أعيش صراعا مع نفسي .. تعبت من التفكير فيه .. أتمنّى أن أحبّ نفسي .. أن أقوّي شخصيّتي .. أتمنّى أن أتغيّر .
والدي توفّي منذ كنت طفلة في المرحلة الابتدائيّة وبقيت أعاني من عقدة اليتم والحرمان ، ولمّا تزوّجت ابتعدت عن أهلي وصرت لا أراهم إلاّ بعد شهور ..

عمر المشكلة
عشر سنوات .

في اعتقادك ما هي أسباب المشكلة
لا أعرف ، ربّما وفاة والدي وابتعادي عن أهلي بحكم انتقالي و زوجي إلى محافظة ثانية وتركي لدراستي جعل منّي إنسانة منغلقة على نفسي ولا أفكّر إلاّ في زوجي وحبّه ،أو ربّما شخصيّتي ضعيفة وليس عندي إرادة كافية لاتّخاذ قرارات حاسمة تغيّر مسار حياتي معه لأنّني بتّ أشعر أنّني قدّمت الكثير من الاهتمام والمشاعر غير الضروريّة لزوجي وأنّه لا يراها أو يشعر بها لأنّني أصبحت مثل ظلّه .

في اعتقادك ما هي الأسباب التي أدّت إلى تفاقم المشكلة؟
ضعف شخصيّتي وتعلّقي الشديد والمبالغ فيه بزوجي وانحباسي في قوقعة واحدة وحياة منعزلة خالية حتّى من الصداقات أو الزيارات المستقلّة أو القرارات المنفردة .. كلّ شيء أقوم به يكون هو معي فيه أو بالأحرى هو الموجّه وهو الذي يمسك المقود ويحرّكني .

ما هي الإجراءات التي قمت بها لحلّ المشكلة
مجرّد أفكار .
فكّرت أن أعود إلى دراستي .
فكّرت أن أشغل وقتي بهواياتي ، فكّرت أن أتركه ساعات يجلس وحده ، لكنّي لم أنفّذ أيّ شيء لأنّني ببساطة أحبّه بطريقة غريبة جعلتني أشفق على نفسي .

الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله
أهلا و سهلا أخت ملك ، أتمنّى أن تكوني في ِصحّة وعافية .
طبعا اتّضح لي من حديثك استبصارك وفهمك للمشكلة بشكل جيّد ، حينما وصفت طبيعة علاقتك و تدرّجك في المشكلة وخوفك من الفقد و أنّك أهملت ذاتك ، أرى أنّك واعية بالمشكلة و هذا يعني الوصول إلى ِنصف الحلول ، أخت ملك الحياة مشاركة وواجبات و حقوق فمادمت تعرفين ما تحبّين وما يُعيد إليك ذاتك ابدئي فيه الآن؛ عمل معيّن أو دراسة مثلا أو حتّى ممارسة هواياتك واستقطاع أوقات فراغ لكِ فقط ، إلى جانب أنّ أطفالك في حاجة إليك كحاجتك إلى ِزوجك وأكثر فاحرصي على تنظيم وقتك بكتابة جدول لك تنظّمين فيه أيّامك بين عطاء وأخذ وراحة .


أتمنّى لك التوفيق .

شاركي تعليقك ورأيك ياعزيزتي
التعبيراتالتعبيرات